fbpx
كبسولات تسويقيةهمسات فى الديجيتال ماركتينج

“ماكدونالدز” و”برجر كينج”.. الصراع على عرش البرجر

في مايو اللي فات، قدمت سلسلة مطاعم “برجر كينج” 5 وجبات جديدة ضمن حملة عملتها بالتعاون مع منظمة الصحة العقلية في أمريكا علشان تنشر الوعي بالأمراض العقلية، الحملة قدرت تعمل ضجة كبيرة مش بس لأهميتها لكن كمان لأن الطريقة اللي اتنفذت بيها فكرت ناس كتير بـ”حروب البرجر” الأمريكية اللي كانت اندلعت في سبيعنيات القرن اللي فات وإمكانية رجوعها تاني.

القصة بدأت لما “برجر كينج” قرر يعمل حملة في شهر مايو، اللي يعتبر في أمريكا شهر التوعية بالصحة العقلية، فاختار إن فكرتها تكون عن مكافحة الضغوط اللي بتسببها مواقع التواصل الاجتماعي خاصة إنها بتخلي الناس يبينوا طول الوقت إنهم سعداء ومثاليين وده مش صح لأن مفيش شخص سعيد على طول، علشان كده هي بتطلب من الناس يكونوا على طبيعتهم ويعبروا عن مشاعرهم الحقيقية.

كل ده كويس نيجي بقى للطريقة اللي قررت سلسلة المطاعم تنفذ بيها فكرتها فهنلاقي إنها قررت يكون فيها سخرية من أكبر منافس ليها فعملت وجبات جديدة تشبه إلى حد كبير “Happy meal” أو الوجبة السعيدة اللي بتعملها ماكدونالدز لكنها سمتهم “الوجبات الحقيقية” وكانت بتقدمها داخل علبة مكتوب عليها “حس بيها على طريقتك” ومن غير لعبة هدية، في ناس كتير ممكن تستغرب إن المنافسة تخلي برجر كينج يعمل كده لكن الحقيقة إن الموضوع ده قديم وعلشان نفهمه هنحتاج نرجع لورا 40 سنة تقريبًا.

طيب في الأول كده خلينا نتفق إنه سيرة البرجر لما بتيجي في أمريكا الناس على طول بتفكر في “ماكدونالدز” و”برجر كينج” صحيح ماك كان قادر طول الوقت يحتل الصدارة بس ده عمره ما منع برجر كينج من منافسته بشراسة ودي حاجة قدرت تتوارثها الأجيال الأمريكية من خمسينيات القرن اللي فات.

لكن الوضع اختلف في أواخر السبيعنيات لما قرر برجر كينج يشن الحرب على ماكدونالدز بشكل علني في محاولة منه لزيادة حصته السوقية وسحب البساط من منافسه، وده من خلال تنظيم حملة إعلانية بيهاجم فيها حجم البرجر بتاع ماكدونالدز، ومن الوقت ده فضلت المعارك مشتعلة بين الخصمين في شكل حملات إعلانية متبادلة هدفها السخرية والمقارنة بين منتجات المطعمين وبسبب المنافسة الشرسة اتجر للحرب دي مطاعم الوجبات السريعة الأصغر اللي بتقدم البرجر برضه واللي كان على رأسهم مطعم “ويندي”.

وفي منتصف الثمانينيات، حصلت حاجة ماخطرتش على بال حد، وهو إن الانفاق المستمر على الإعلانات اللي شنتها مطاعم البرجر على بعضها أثر بالسلب عليهم وبالأخص على اللاعبين الأساسيين ما عدا ماكدونالدز اللي زود أرباحه وحصته السوقية.

فهنلاقي إن “برجر كينج” في عام 1987 اضطر إنه يسرح 15% من العاملين عنده، ومطعم “ويندي” أعلن عن وقوع خسائر تشغيل فصلية له لأول مرة منذ تأسيسه، أما سلاسل مطاعم البرجر الأصغر زي “هارديز” فعلشان تتجنب المصير الأسود ده بدأت تقلل خالص الحملات الإعلانية الباهظة وركزت على التواجد في أماكن جغرافية محددة وإلغاء التفكير في التوسع.

لكن النهاية المأساوية دي ما منعتش مطاعم البرجر من إنها تحاول تشن الحرب على ماكدونالدز من تاني، فبعد 23 سنة وتحديدًا في 2010 لما كان الاقتصاد الأمريكي بيعاني من الركود ودي حاجة زودت الاقبال على البرجر والوجبات السريعة اللي تمنها قليل، حصلت مناوشات بسبب المنافسة على الدولارات الكتير اللي داخله السوق، وكان مطعم “ويندي” وقتها هو اللي بيقودها لكنها ما استمرتش.

وفي عام 2014، بدأ “برجر كينج” يدق طبول الحرب من جديد لما قرر إنه يستغل تراجع أرباح ماكدونالدز وبدأ يستنسخ مجموعة الساندوتشات الأشهر اللي بيقدمها منافسه ونزلها في فروعه، لكن خوف القائمين على برجر كينج من تكرار السيناريو الأسود بتاع القرن الماضي خلاهم يفكروا بعد مرور سنة على المناوشات الأخيرة دي إن اللي مش عارفين ياخدوه من منافسهم بالحرب ممكن ياخدوه بالسلام.

وفعلًا وجه برجر كينج خطاب مفتوح لماكدونالدز بيقترح فيه إن المطعمين يقدموا عرض ترويجي مشترك ليوم واحد يكون عبارة عن يوم السلام بين المطعمين ويكون تحت اسم ” McWhopper” اللي هو مزيج من اسم البرجر الأشهر للمطعمين، لكن ماكدونالدز رفضها، ودي حاجة خلت ناس كتير تنتقده، وبعد فشل المحاولة دي أعلن برجر كينج إنه تواصل مع 4 مطاعم برجر شهيرة في أمريكا علشان يعملوا يوم سلام للبرجر بيتم فيه تقديم أطباق للعملاء فيها مكونات من مطاعم البرجر الخمسة.

وفي سنة 2016، عمل ماكدونالدز إعلان بيسخر فيه من الفروع القليلة لبرجر كينج مقارنة بفروعه وإن العملاء لو عايزين يوصلوا لفرع من فروعه هيلفوا كتير أما ماك فهيقدروا يلاقوه ويوصلوا له بسهولة في أي حتة، وبعدها جه رد “برجر كينج” القوي لما عملت حملة شعارها “لا تثق أبدًا بمهرج” في إشارة للشخصية الأبرز في ماكدونالدز.

وفي ديسمبر 2018، أطلق برجر كينج حملة للترويج لتطبيق الموبايل الجديد بتاعه من خلال استهدافه لمناطق جديدة، وعلشان يشجع الناس على تجريب ساندويتشاته وطلبها من على التطبيق أعلن إن أي شخص هيكون قريب (يعني على بعد 600 متر) من فرع لماكدونالدز وطلب برجر كينج هياخد ساندويتش “Whopper” بسنت واحد، فكانت النتيجة إن 1.5 مليون شخص نزلوا التطبيق.

وفي النهاية، نقدر نقول إن التفسير الأهم لاندلاع وعودة “حروب البرجر” هو رغبة برجر كينج في تحقيق هدفه وتصدر عالم الوجبات السريعة، علشان كده هو دائمًا اللي بياخد الفعل أما ماكدونالدز فبيقف في ركن رد الفعل وساعات مش بيرد لأنه واثق جدًا في مقومات نجاحه والأسباب اللي بتخلي الناس تختاره هو بالتحديد.

لكن مع صمود برجر كينج ومواصلته للمناوشات لازم ماكدونالدز يغير ردود أفعاله لأنه إذا كانت الطريقة اللي بيتبعها برجر كينج لتنظيم حملاته الإعلانية مش فعالة مع كل العملاء إلا أنها متوافقة مع علامته التجارية وده شيء أهم بكتير.

فهنلاقي إن حملاته بتعكس استعداء المنافسين صحيح لكنها كمان بتسيب انطباع عند الجماهير عن إن العلامة التجارية دي عندها مقدار من الشجاعة والابتكار ودي حاجة بتجذب فئة كبيرة من العملاء علشان كده طبيعي إنه مع نهاية 2018 تزيد مبيعات محلاتهم بنسبة 1.7% وكمان تنمو سلسلة مطاعمهم بنسبة 6%، وده معناه إنه اتعلم من حروبه السابقة وبدأ يقرب من حلمه.

افهم تسويق

Shereef Mahmoud SEO Trainer Ads campaign Trainer Web Developer Vtiger Supporter VOIP SUPPORTER

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى