قواعد كتابة المقالات من حيث التكوين والبنية الناجحة
قواعد كتابة المقالات من حيث التكوين والبنية الناجحة
إن ما يميز كاتب المحتوى المتمرس عن الكاتب الهاوي هو معرفته بقواعد كتابة المقالات التي يلتزم بها ليخلق مقال ناجح يحظى على إعجاب ورضى القراء. وكبداية لشرح قواعد الكتابة الصحيحة للمحتوى نشير أن المقال الناجح يتكون من ثلاثة أجزاء.
1. بناء مقدمة المقال
إن المقدمة دور كبير في نجاح أي محتوى مكتوب، حيث يصف الكاتب فيها محتوى المقال بصفة عامة بعد التخطيط لطريقة كتابته وتنظيم أفكار المقال الرئيسية والفرعية. كما تحدد المقدمة نوع المقال والنيتش المخصص له. والكاتب المحترف وحده يعلم كيف يترك مساحة لفضول القارئ من قراءة الموضوع، كما يحفزه رغبته في استكمال القراءة وذلك من خلال مقدمة ملهمة ومفيدة وجذابة في آن واحد.
كما يحرص الكاتب على قاعدة مهمة من قواعد كتابة المقالات ألا وهي مراعاة التسلسل الصحيح لترتيب الأفكار الرئيسية للمقال، حيث أن من أهداف مقدمة المقال هي إيصال فكرة عامة حول ما ستقدمه للقارئ.
كيف تكتب مقدمة جذابة ومركًّزة؟
تركز القاعدة الأولى على كتابة مقدمة مميزة، لأنها أول ما سيقرأ الجمهور. فإذا أعجبت القارئ سيكمل المقال، وإذا لم تعجبه سيبحث عن مقال آخر يلبي توقعاته. ولتطبيق تلك القاعدة يلزم أن تحقق عنصرين هامين وهما عنصر الجذب وعنصر التركيز.
عنصر الجذب
يعلم الكاتب المحترف كيف يجذب إنتباه القراء من أول نظرة لهم على بداية المقال. ويفعل الكاتب ذلك من خلال عدة حيل يمكنك الإستعانة بها عند كتابة المقالات وهي كالآتي:
- ضع إحصاءات حول الموضوع الذي تكتب عنه: فمثلا إذا كنت تكتب مقال حول تصميم موقع عبر ووردبريس يمكنك بدء المقال بفقرة: “تشير الإحصاءات أن أكثر من 43% من المواقع تم تصميمها عبر ووردبريس، فلماذا لا تصمم موقعاً شخصياً وتنضم إلى تلك النسبة الهائلة من صناع المحتوى حول العالم؟” .. من خلال فقرة كهذه تكون قد جذبت إنتباه القارئ وألهمته لإستكمال قراءة المقال.
- تحدث عن تجربة شخصية أو أروي قصة قصيرة: يستخدم العديد من المحترفين تلك الاستراتيجية في كتابة المقالات لجذب إنتباه القراء، حيث يعجب القارئ بالقصص التي يقرأها لأنها تحفز خياله وتلهمه. وكمثال على ذلك، إذا كنت تكتب مقال حول العملات الرقمية كالبيتكوين يمكنك بدء المقال برواية قصة من قصص الناجحين في هذا المجال كالآتي: “في عام 2011، اشترى طفل يبلغ من العمر 11 عامًا يدعى إريك فاينمان عملة بيتكوين بقيمة 1000 دولار. ومع مرور الزمن أصبح الطفل البالغ من العمر 18 عامًا “مليونيرا” ولكن كيف فعل ذلك؟ كيف حولت البيتكوين هذا الطفل من طفل عادي إلى مليونير؟ هذا ما سنعرفه من خلال فهم تلك العملة والآلية التي تعمل بها” . . من خلال سرد قصة قصيرة كهذه تكون قد حفزت القارئ لمقالك المميز.
عنصر التركيز
وعند الإشارة إلى عنصر التركيز، فنحن نشير إلى ما ستقدمه للجمهور في مقالك. فبعد أن تحقق عنصر الجذب من خلال وضع إحصائية أو سرد قصة، يتبقى لك أن تخبر القارئ عما ستقدم له في المقال وهذا عامل مهم عند الإلتزام بقواعد كتابة المقالات. يمكنك فعل ذلك من خلال:
- إنهاء المقدمة بعرض تسلسل الأفكار الذي عبرت به عن فكرة المقال الرئيسية.
- تسليط الضوء حول العناوين الرئيسية بالمقال من العنوان الأولى إلى العنوان الخاتم للمقال.
على سبيل المثال، إذا قمت بتطبيق هذا العنصر على هذا المقال سأنهي المقدمة بفقرة مثل: “في مقال اليوم سوف نغطي أهم أسس وقواعد كتابة المقالات بشكل احترافي إبداءاً من تنسيق مقدمة المقال مروراً بالموضوع وإنتهاءاً بالخاتمة. ولكي تحقق أقصى استفادة من مقال اليوم تأكد من فهم المعلومات جيداً ثم تطبيق ما تعلمه بشكل فوري على مثال حي لمحتوى أو مقال تكتبه بنفسك.” . من خلال تلك الفقرة تكون قد كونت فكرة عامة عما ستقدمه للقارئ.
2. بناء محتوى المقال
يعد المحتوى الثري بالمعلومات كالعمود الفقري للمقال الناجح. حيث يقدم المحتوى الصحيح الإجابة على تساؤلات الباحثين، بالإضافة إلى ذلك يقدم حل لمشكلاتهم. لذا يحرص الكاتب المحترف على الالتزام بقواعد كتابة المقالات التي تركز بشكل دقيق على بنية المحتوى وعناصر المقال ما بعد المقدمة.
كيف تكتب محتوى ثري ومنسق بشكل مميز؟
إن الفرق بين المقال الجيد والمقال السئ يظهر للقارئ من خلال المحتوى. حيث يقوم بعض الكتاب الهواة بتغذية المقال بمعلومات غير مفيدة للقارئ ويكون المحتوى غير ثري للجمهور فلا يجيب عن أسئلتهم ولا يرضي توقعاتهم. ولكن الكاتب المحترف لا يفعل مثل تلك الممارسات فهو يلتزم بمجموعة من القواعد في كتابة المقالات تمكنه من كسب ثقة جمهوره من القراء. وفي هذه الفقرة سنعرض أهم ممارسات كتابة موضوع ومحتوى من الدرجة الأولى.
الترتيب الصحيح للعناوين
إن كل مقال مميز يتكون من مجموعة من العناوين التي تشكل كيانه. وتلك العناوين تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي:
- العنوان الرئيسي Main-Heading H1: هو العنوان الذي يدور حول الفكرة العامة للمقال ويجب أن يكون معبراً عما ستقدمه خلال المحتوى الذي ستكتبه.
- العنوان الفرعي Sub-Heading H2: هو عنوان أول فكرة فرعية من أفكار المقال، فكما نعلم أن كل مقال عبارة عن مجموعة أفكار يتم تغطيتها، فإن هذا النوع من العناوين يمثل عناوين تلك الأفكار.
- العنوان الثانوي Secondary-Heading H3: هو عنوان للأفكار الثانوية المتفرعة من عناوين الأفكار الفرعية التي غطيتها، فقد تجد أن بعض الأفكار الفرعية يطول شرحها وبالتالي تقسم كل فكرة فرعية لمجموعة من الأفكار الثانوية ليسهل شرحها وإيصالها لأذهان القراء.
تنسيق إحترافي للفقرات
تشير الدراسات أن أكثر من 55% من القراء يقرأون المقال في أقل من 15 ثانية عن طريق القراءة السريعة scanning and skimming. فإذا لم توفر لهم التنسيق الذي يساعدهم على تلك الممارسات للقراءة السريعة، لن تحظى على رضاهم وبالتالي سيبحثون عن مرادهم في مكانٍ أخر.
يعد الإهتمام بتنسيق الفقرات من حيث المحتوى الكتابي والمرئي أحد قواعد كتابة مقالات من الدرجة الأولى. ولذلك يهتم أي كاتب محتوى متمرس بعمل تنسيق مميز لفقرات المقال. ويتم التنسيق المميز من خلال عرض الأفكار بأفضل صورة ممكنة للقارئ. يمكنك القيام بذلك من خلال بعض القواعد الفعالة.
- أستخدم القوائم النقطية أو الرقمية: حيث يمكنك عرض مجموعة من النقاط بشكل جذاب عن طريق تنقيطها (أي جعلهم على هيئة نقاط محددة، كل نقطة في سطر منفصل) أو عن طريق ترقيمهم (إعطاء كل نقطة محددة رقم على حسب الأولوية).
- لا تكتب فقرات طويلة: حيث يمل القراء من الفقرات الطويلة ولا يكملون قراءتها بسبب كثرة معلومتها من جهة ومن جهة أخرى بسبب غيام عنصر الجذب منها بسبب طولها، وأعلم أن هذا عامل من العوامل التي تفرق بين المقال والكتاب. لذا أجعل فقرات المقال كمتوسط من 3 إلى 5 أسطر فقط.
- اهتم بالمحتوى المرئي: لا يحب القراء المقالات التي لا تحتوي على أي عناصر مرئية كالصور والانفوجرافيك والفيديو لأنها تكون مملة بالنسبة لهم بسبب غياب العوامل المرئية الجذابة. لذا احرص على تغذية مقالك بالصور والانفوجرافيك لتقرب الصورة للقارئ وتحظى على اهتمامه.
3. بناء خاتمة ملهمة
تقول الحكمة أن حسن البدء يتبعه حسن الختام، فإذا كتبت مقدمة مقال جذابة فإنك بذلك تحث الجمهور على إكمال محتوى المقال، وإذا استكمل القراء المحتوى حتى النهاية فإنهم سيصلون للخاتمة والتي يتم التعبير عنها على أنها اللمحة الموجزة الأخيرة التي يختم بها القارئ قراءته.
والخاتمة عبارة عن تلخيص نهائي لكل ما سبق ذكره في محتوى المقال، حيث تعتمد في كتابتها على ذكر أهم النقاط الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك يتم الحديث عن توصيات ليتبعها القراء، مثل أزرار وكتابات تسويقية أو روابط إحالة أو اقتراحات مرتبطة بالمقال وغيرها. ومن الممكن أن تحتوي الخاتمة على وجهة نظر خاصة بالكاتب يعبر بها عن أفكاره أو وجهة نظره نحو المقال.
كيف تكتب خاتمة تحث القارئ على إتخاذ فعل؟
تكمن أهمية الخاتمة في أنها ما ستشكل انطباع القارئ عن الكاتب، فهي آخر ما يقرأ. لذا ينصح الخبراء المتمرسين في كتابة المحتوى بأن تكون الخاتمة ملهمة للجمهور وتحثهم على إتخاذ إجراء وفعل له علاقة بمحتوى المقال كنوع من التطبيق على المعرفة. والكاتب المتمرس يعرف كيف يفعل ذلك من خلال بعض الممارسات الناجحة، والتي سوف نغطي أهمها في هذه الفقرة.
كتابات تسويقية أو اقتراحات تحث على الفعل (CTAs)
إن أفضل مكان تحث القارئ على اتخاذ فعل (Click To Action) هو نهاية المقال، ويرجع السبب إلى تأثر القارئ بالمحتوى وتدرجه في مراحل الوعي من مرحلة المشكلة (التي كان بها عند بدء قراءة المقال) إلى مرحلة الحل (التي وصل إليها بعد فهم عناصر الموضوع)، ولذلك يكون أكثر تحفيزاً لإتخاذ إجراء حاسم وفوري متعلق بمحتوى المقال. وقد تكون تلك الإجراءات كالآتي:
- الإشتراك في القائمة البريدية الخاصة بالموقع أو المدونة.
- الضغط على رابط من روابط التسويق بالعمولة لخدمة أو منتج.
- مشاركة المقال عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
- طلب رأي القارئ على هيئة تعلق عن المقال.
نظرة عامة وموجزة عن محتوى المقال
في نهاية المقال من المهم أن تلخص المحتوى الذي كتبته في فقرة من ثلاثة أسطر، تحاول أن تكتبها بأسلوب ملهم ومؤثر يظهر للقارئ مدى أهمية الموضوع الذي قرءه وقدر الإستفادة التي جناها من قراءة المقال. وتكون مثل تلك الفقرة كافية لبث الرضى في الجمهور على اختيارهم لمقالك، ونتيجة لذلك تتمكن من كسب ثقتهم ورغبتهم في التهام المزيد من قطع المحتوى الذي تكتبها من أجلهم.
هل ترغب في الحصول على مقالات من الدرجة الأولى؟
يمكنك الاستعانة بكاتب محتوى ومقالات محترف عبر موقع نفذلي، والذي بدوره سيحرص على الالتزام بكافة قواعد كتابة المقالات وكتابة محتوى يتفق بسهولة ويبقى القراء على حب ما تقدمه لهم، ونتيجة لذلك ستتمكن من بناء قاعدة جماهيرية من القراء والمتابعين. فقط كل ما عليك هو التوجه لقسم خدمات الكتابة على الموقع واختيار المنفذ المناسب الذي يتولى تلك المهمة.
الخاتمة
تقول الحكمة بأن لكل مقامٍ مقال، فإذا أردت أن تصبح كاتب محتوى متمرس، عليك الإلتزام بقواعد كتابة المقالات التي أشرنا إليها في مقال اليوم. فمن خلال تلك القواعد، لن تكتب مقالاً مميزاً وحسب، بل ستكسب ثقة جمهورك ورضاهم عما تقدم لهم من قيمة في كتاباتك.